نادي الباحة الأدبي واستشراف المستقبل / حامد علي عبد الرحمن
نادي الباحة الأدبي واستشراف المستقبل / حامد علي عبد الرحمن
التعاطي والتفاعل والتجاوب مع التطور المذهل الانفجاري ( إن صح التعبير) في المعلومات وطرق عرضها .. وفي المتغيرات عموما .. مادية أو بشرية .. هو ما يشكل الفرق بين جهة وأخرى وشخص وآخر .. هو الدليل على النضج العقلي والبعد الفكري
سمة من سمات العقل البشري تشل حركته وتجعله ( يراوح مكانه ) وهي الخوف من التغيير والحذر من كل ما هو جديد .. وهذا ما جعل العقول الأقل فهما تجتنب التغيير والتطوير وتهابه وربما تحاربه .. وهذا ما يجعل نجاحات البعض إن نجحوا نجاحات وقتية تنتهي بتقاعدهم ..
حب السلامة يثني عزم صاحبه .. عن المعالي ويغري المرء بالكسل ..
ولذلك .. التطوير والإبداع ليس لأي أحد .. روح المغامرة والمبادرة ليست عند أي أحد ..
قليل من البشر من يستشرف المستقبل وينظر نظرا بعيدا يتعدى الزمان والمكان ..
كانت هذه المقدمة توطئة للحديث عما يفعله النادي الأدبي في الباحة أو بمعنى أصح عن منهجه في التعامل مع الأفكار ..
وهنا يكمن سر العدد الكبير من المبدعين الذين تخرجوا من ( أكاديمية ) نادي الباحة الأدبي .. وهنا أيضا يكمن سر النقلة النوعية الأدبية والمعرفية في المنطقة في الآونة الأخيرة ..
ماذا فعل النادي ؟
النادي احتواهم .. وقبل ذلك بحث عنهم واجتباهم ..ثم .. النادي دعمهم .. النادي شجعهم .. النادي وفر لهم المنصة والأدوات اللازمة للإبداع .. فانطلقوا وأبدعوا ..
ما يقوم به النادي .. يتفق تماما مع توجهات الدولة أعزها الله .. وخطة 2030 ..
وعند الحديث عن النادي .. يظهر لنا هذا العملاق الكبير .. أقصد رئيسه .. أقصد حسن محمد الزهراني هذا العملاق في فكره .. وفي أدبه .. وقبل ذلك عملاق في دينه وأخلاقه وإنسانيته .. في حبه للوطن ومصلحة الوطن وتقديم ذلك على كل شيء ..
لن أسهب في الحديث عنه .. فهو في غنى عن حديثي عنه لأني لن اضيف له شيئا ..
عندما فكرت في عمل الموسوعة عن منطقة الباحة قررت أن أشاور في ذلك نخبة من مثقفي وأعلام المنطقة .. كان هو أحدهم .. فجاءت كلماته وعباراته لتكون أكبر حافز ومشجع لنا
هذا ما يتعلق بالنادي الأدبي ورئيسه كلمة تقدير كان من الواجب قولها
ثم ماذا أيضا :
لعلنا نختم هذه المقالة المختصرة بحديث مختصر أيضا عن الموسوعة
لن نعرّف الموسوعة وأهدافها فهذا موجود في صفحة (عن الموسعة ) في الواجهة أو "من نحن" في الموسعة نفسها ..
سنتحدث عما حدث خلال اسبوع واحد فقط من إطلاقها
ما حدث .. أرعبني بقدر ما أسعدني ..
لماذا الخوف ؟ ولماذا السعادة .. سنأتي على ذلك ..
أما ماذا حدث ؟
انتشر الرابط انتشار النار في الهشيم وزار الموقع آلاف الناس ولا يزال العدد في زيادة مستمرة .. بصراحة كنا نتوقع هذه النتيجة بعد ستة أشهر أو بعد سنة .. ولكنها ولله الحمد والفضل والمنة تحققت في أسبوع
تلقينا عشرات الاتصالات ومئات الرسائل .. من قرى في أقاصي زهران وقرى في أقاصي غامد .. في .. تهامة .. والسراة .. والبادية .. البعض يطلب التعديل والبعض يطلب إضافة معلومة أو صورة .. وهذا أسعدنا جدا لأنه يعني أن أحد أهداف الموسوعة تحقق .. وهو أن تكون الموسوعة مرجعا وقِبلة لمن يبحث عن معلومة عن منطقة الباحة سواء معلَم أو علم أو خدمة ..
تلقينا عشرات الرسائل والاتصالات .. من شيوخ قبائل ومن مسؤولين كبار يثنون على العمل ويمجدونه ويعرضون خدماتهم .. لن ننسى تلك الكلمات الجميلة والراقية. المشجعة والداعمة .
لماذا الخوف ؟ ..
عندما يكون العمل ضخماً ويكون ملتقى الأفئدة ومحط أنظار الجميع هذا يحمّلنا مسؤولية كبيرة جدا .. مسؤولية الدقة في المعلومات .. ومسؤولية تقديم خدمة أكبر وأجمل وأكمل .
ومسؤولية أن نكون عند حسن ظن تلك الكلمات النبيلة .. ليست بالمسؤولية السهلة ...
أما لماذا السعادة ؟
السعادة من جهات كثيرة .. أولها نضج أهالي المنطقة .. التفاعل الكبير هذا ما هو إلا دليل الإدراك التام والكامل لأهمية التقنية والاستفادة منها ..وهذا شيء مبهج .. لأن مثل هذا الحِراك وهذا الاهتمام لا يشيع ولا يكون إلا في المجتمعات الراقية ..
السعادة أيضا لأن الموسوعة أصبحت مقصدا لكل من يبحث عن معلومة عن المنطقة , والسعادة أيضا لأن هذا العمل دخل كل بيت في منطقة الباحة تقريبا .. وأصبح يزور الموقع مئات الأشخاص يوميا .
السعادة .. بكثرة القلوب النقية والصافية .. كشف لنا ذلك تواصلُهم وتفاعلهم وكلماتهم , الأغلبية بدأوا يدركون أهمية الموسوعة وبدأوا يشاركون فيها .
الموسوعة تهتم بالمكان وتهتم بالإنسان .. وهذان الركنان هما الركنان اللذان تقوم عليهما حضارات الأمم .. مهما كان لديك من حضارة أو إنجاز إذا لم يُكتب أو يسجل سيذهب هباء منثورا ..
سنحاول إن شاء الله إخراج هذا العمل وطباعته ورقيا على شكل مجلدات .. وسنجد من يرعى ذلك ويدعمه ..
قبل الختام .. نحن نعمل على سد الثغرات وإكمال المعلومات وتلافي الخلل والنقص والكمال لله وحده ..
إن تجد عيبا فسد الخللا ... جل من لا عيب فيه وعلا ..
نحن هنا نقولها بصراحة .. ( نحن لا نستغني أبدا ) .. بل نرجو ونأمل من كل شخص لديه فكرة أو ملاحظة أن لا يبخل علينا بها ..
ختاما .. شكر وتقدير للأخوة المتطوعين الذين دعمونا بالأخبار والمعلومات .. إن لم نذكرهم فالله يذكرهم .. كتب الله أجرهم ورفع قدرهم في الدنيا والآخرة .. وصلتنا معلومات في الخدمات الحكومية .. ومعلومات في الآثار .. ومعلومات في المعالم .. ومعلومات في الأعلام ..
هؤلاء هم ابناء المنطقة المخلصين الذين يحرصون على إبراز وتوثيق المنجزات .. شكر الله فضل كل من ساهم في بناء هذا الموسوعة
الموسوعة غطت جميع النواحي تقريبا ولم تترك بابا .. وطريقة الإضافة مفتوحة وسهلة جدا .. لا تحتاج تسجيل دخول ولا كلمات مرور ولا عضوية ولا غيرها ..